حين تنجب الأم الشهداء والشعراء أم خيون .. قلبٌ نال منه الأسى لكنه لم يتكدّر

كتب – مدير التحرير
الأم التي تنجب الشهداء والشعراء هي ليست أماً كسائر الأمهات، بل هنا تحديداً يسيطر علينا التفاضل النوعي الذي نظّر له فلاسفة الجمال أمثال هيغل وديكارت وغيرهم، فالأم هنا تصبح محظية بصفات منحتها لها السماء، وحين أضع الشهداء والشعراء بصيغة الجمع، فأنا أقصد ذلك كون تلك الأم صارت أماً لجميع الشعراء والشهداء في مدينة الثورة.
في هذه اللحظة، هكذا وجدت نفسي موقناً بكل ذلك وأنا أستشف من البوح الذي تحدث به صديقنا وزميلنا محمد مؤنس وهو يستذكر الراحلة الكبيرة (أم خيون) والدة الشهيد الشيوعي الكبير خيون الدراجي والشاعر والإعلامي فالح حسون الدراجي، فالحروف التي صاغها مؤنس لم تكن رثاء كلاسيكياً، ولا استذكاراً على شاكلة الإستذكارات الإنشائية التي يبثها أصحاب المنظومات الفكرية المعطّلة، بل كانت سمفونية جنوبية تجمع بين الفخر والحزن معاً، وربما لا أبالغ إذا قلت إن هذه الأم تستحق أن يكتب عنها (سوناتات) تليق بالبهاء الذي تركته خلفها، حتى صارت خالدة في الذاكرة الجمعية لمبدعي مدينة الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم (الثورة) ولهذا أترك هنا تحية لصاحبة الذكرى الخالدة (أم خيون) ولكاتب السطور أدناه الزميل محمد مؤنس الذي أتحفنا بهذه المفردة بحق والدة الشعر والشهادة.